الحلقه التانيه العلاقي في العصر الفرعوني

العلاقي في العصر الفرعوني
أن قرية العلاقي وواديها وفقا للأبحاث المعتمدة كان مصدراً هاماً لكثير من المعادن مثل الكوبالت واليورانيوم وبصفة خاصة معدن الذهب في عهد الفراعنة والمحفوظ حالياً في بعض المتاحف والذي تم العثور عليه في المعابد والمدافن الفرعونية التي تم اكتشافها داخل اراضي بلاد النوبة حيث كانت المناجم والآبار القديمة التي يحويه وادي العلاقي والمحفورة حتى الآن دليلا واضحا علي الاستفادة منها وكان هناك أكثر من 12 منجما من الذهب في العلاقي وواديه تم حفره من قبل الفراعنة الأجداد ولازالت قائمة ومفتوحة حتى الآن وإشارة إلي هذا الحقيقة ابدي المؤرخ المقريزي في كتابه صفحة 59 بان العلاقي كان مصدرا هاما للذهب والزمرد وكان مسمي العلاقي في عهد الفراعنة يسمي بالنوبي( أكي تا ) وبالعربي معناه تعالي من هنا ) وكان أهم مناطق الذهب في العلاقي على سبيل المثال لا الحصر أنقريات/عشيره/احيمر/قبقبة ... إلخ خاصة وكان نظام الحكم الفرعوني بالعلاقي في نجع كوبان المقابل لمعبد الدكة بغرب النيل حيث تم القيام ببعض الحفريات في هذه المنطقة وتم إنقاذ بعض الموميات وكذلك إنقاذ ما يمكن إنقاذه بصفة عاجلة قبل غمرها بمياه السد العالي حيث وجدت في هذه المنطقة كثير من المقابر والجثث المحنطة التي تم اكتشافها عند الحفر حيث اكتشف الكثير من المدافن مع مقتنياتها الحياتية المتداولة والمستعملة آنذاك وحتى عهد قريب بالمناطق النوبية وكذلك كثير من الزخارف والتماثيل الحجرية الصغيرة.والجعارين .
وتعتبر أراضي العلاقي وواديها من الأراضي الخصبة كما أوضحنا ذلك والتي تكثر فيها النباتات الطبيعية التي تنمو بصفة تلقائية وكذلك النباتات الطبية مما ترتب علي ذالك الي تحويل الوادي الي محمية طبيعية لندرة النباتات والحيوانات البرية التي تحيا في هذه السهول وذلك بموجب القانون رقم ( 102) لسنة 1983واعتبر في عام 1993محمية طبيعية برعاية اليونسكو ضمن برنامج الانسان والمحيط الحيوي
وقد كان الفراعنة يقومون باستغلال كثير من هذه الأعشاب الطبية والنباتات في أغراض مثل تحنيط الجثث والموميات التي وجدت سليمة حتى الآن والذي عجز العلم الحديث في الوصول إلى أسراره بالنسبة لفن التحنيط. وكان التحنيط يتم بعد التخلص من الامعاء ودهن الجثث بمزيج وخليط من هذه النباتات والأعشاب الطبية التي لازالت تسمي بعض هذه النباتات بأسمائها النوبية حتى الآن ويستفاد منها في علاج كثير من الأمراض مثل الحلف بر (الذي يعرف بالنوبي) ( نيجي برت) والذي يعالج البرد وأوجاع المعدة. وكذلك (الجرض) الذي يعرف بالنوبي (جورت) والحرجل وكذلك الحنة وتعرف بالنوبي (كوفريه) علماً بأن بعض هذه النبات مستعملة حتى الآن في غسل الموتى ولترطيب الجثة لعدم التعفن لحين تجهيز الجثمان وأحياناً كنظافة لجسد المرأة لعدم انبعاث الروائح الكريهة أو للتزين بسبب تحولها إلى اللون الأحمر أو الأسود وكذلك كانت تستعمل بعض النباتات كبخور لطرد الارواح الشريرة وكذلك عمل بعض الحفائظ والتمائم الفرعونية
بعض الدراسات والابحاث في مجال التنقيب تشير إلى وجود بقايا ورش لحدادة الذهب وتصنيعه للزينة حيث لا تزال المرأة النوبية معروفة بحبها للتزين بالذهب وقد توارثت هذه العادة من العصر الفرعوني حيث توجد تشابه بين أنواع الذهب التي تتزين بها المرأة النوبية في الوقت الحالي مع أنواع الذهب ورسوماتها الموجودة منذ القدم في المتاحف الفرعونية خاصة وأن الذهب الذي تتحلى به المرأة النوبية يزيد على أكثر من 20 اسما (أنظر الكتاب الذي يشير إلى المصوغات والجواهر بالأسماء النوبية وأشكالها والذي تتزين بها المرأة النوبية أو الفرعونية آنذاك ) وعلى سبيل المثال لا الحصر تتحلى المرأة النوبية في الراس فقط بأكثر من 6 أشكال من الذهب وفي الرقبة بثلاث أنواع ولها أسماء محددة مثل (الجكد) (الصافا) و (البيه) .... إلخ وكل ذلك دليل واضح وقرينة على ازدهار قرية العلاقي وواديها باعتبارها مصدر أساسي لاستخراج الذهب وتصنيعه وزخرفته و كان يعرف صناعته بالنوبي (تبد) والذهب (نبرو ) والذي اشتق منه اسم ( نوب) بمعني النوبي أو النوبة وسميت كثير من النجوع بهذا الاسم –نبرو دول - نبرو كنه وكذلك مسمي ( الكايلي ) وان كان يطلق هذا المسمي الاخير حتي علي بعض النجارين من صناع مستلزمات السواقي والمراكب النهرية.