أمى الغالية / النوبة
مضى أكثر من أربعة وأريعون عاما على رحيلك عنا ورحيلنا عنك
ولاندرى من ؟؟؟ من منا ترك الاخر ومن منا مات ومن منا بقى ؟؟
فأنتى كنتى لنا الثرى التى نمشى فوقها وبعد فراقك أصبح كل ثرى نحن تحتها
خيالك لا زال فى ذاكرتنا ولا يمر علينا يوم وإلا نذكرك ونترحم عليكى لم تكونى
متعلمة ولكنك ربيتنا بالفطرة فأحسنتى التربية علمتينا الصلاة علمتينا الأمانة
علمتينا أن نكون أقوياء عند الشدائد وفى مواجهة الصعاب وأن نحسن التصرف
فالحياة عجلتها دائرة لن تتوقف والناس فيها معادن وصخور هناك النادر منها
والثمين والقوي والمرن فيصمد القوي فى دوران عجلتها وينتهى فيها الضعيف
فهل تعلمين ؟؟؟ ماذا فعل أولادك من بعدك .....!!!!!!!!!!!!!!!!!
أعذرينى دعينى أخبرك فأولادك منهم من بهرته حياة المدينة فسبح فى بحر
الترف وتجرد من كل ما تعلمه منك وبهرته الأضواء فنسى حتى لغته النوبية
ولم يبق معه إلا تلك الرقعة السمرا فى بشرته ، فلا يرد غيبتك ولا يثأر
للدفاع عنك وأصبح يخوض مع الخائضين من أعدائك .
أما أولادك الخيرون وهم كثر ولله الحمد ، فهم دائما لك مشتاقون وللرجوع
إليك متشبثون وللأخذ بثأرك مصممون وبكل حقوقك مطالبون حتى يظهره
الله ولا يخشون لومة لائم فإنشاء الله بك لاحقون ولديارنا عائدون مهما
حقد الحاقدون وعاونهم منا ضعاف النفوس وعبيد السلطان وعبدة
الكراسى والمناصب .
فرحمة الله عليك ياأمى تغمدك الله برحمته وجعل إنفــراج كربك على يد
أولادك الطاهرين الخيرين ...!